نظراً لتعاملنا اليومي مع رجال الأعمال و المستثمرين ومدراء الشركات , فإن أحد أهم الاستفسارات التي تواجهنا هي :
ما فائدة الدراسة المالية للمشروع؟ وهل تستحق الوقت والتكلفة المطلوبة لتنفيذها؟
بدايةً وللتوضيح فإن الدراسة المالية هي جزء لا يتجزأ من دراسة الجدوى الاقتصادية المتاكملة للمشروع والتي تهدف إلى معرفة قابلية المشروع للتنفيذ والنجاح من الناحية الفنية والقانونية والتسويقية والمالية.
فكما أن الدراسة الفنية والقانونية تعطي صاحب المشروع الجواب حول آلية تنفيذ المشروع ومشروعيته القانونية. وكذلك الدراسة التسويقية التي توضح حجم السوق والحاجة للخدمة أو المنتج موضوع الدراسة.
فإن الدراسة المالية والتي في الحقيقة تعد العامل الحاسم أو الاهم للمستثمر لاتخاذ القرار حول القيام بالمشروع من عدمه, تقدم معلومات هام جداً وهي.
اهم معلومات فائدة دراسة المشاريع.
اجمالي التكاليف المطلوبة لانجاز المشروع :
وتشمل تكاليف الأصول الثابتة والتأسيس وكل ما يتعلق بتنفيذ المشروع بشكله النهائي وتجهيزه لبدء الانتاج وتحقيق الايرادات.
التكاليف الدورية ( التشغيلية ) للمشروع :
وتشمل تكاليف تشغيل المشروع من عمالة وايجارات وتكاليف مصادر الطاقة وصيانة وغيرها أثناء عملية الانتاج.
التكاليف المباشرة أو المتغيرة:
تكاليف انتاج السلعة أو الخدمة من غير التكاليف التشغيلية وبالتالي تحديد الربح المجمل للمنتج.
حجم السيولة المطلوبة:
لتنفيذ المراحل السابقة كل على حدا . وتحديداً فيما يتعلق بالانفاق المطلوب على المشروع لحين بدء المشروع بتحقيق فائض السيولة النقدية والإعتماد الذاتي على الموارد الداخلية.
ولعل غياب هذه المعلومة وحدها عن المستثمر وضعت عدد كبير من المشاريع في مهب الريح ولم تستكمل التنفيذ.
نسبة العائد المتوقع على الاستثمار:
وهي نسبة صافي الأرباح السنوية المتوقعة نسبةً الى رأس المال المستثمر وهي نسبة ذات أهمية تعطي صاحب الاستثمار حرية المقارنة بين العوائد على عدة استثمارات محتلفة واختيار العائد الأفضل.
فترة استرداد المشروع:
وهي الفترة اللازمة لاستعادة رأس المال المستثمر في المشروع منذ بداية التأسيس ولغاية جني الأرباح فكلما كانت هذه الفترة أقصر كلما كان المشروع جاذبا للاستثمار بشكل افضل.
نقطة التعادل:
وهي حجم المبيعات سواء أكانت إيرادات خدمية أم مبيعات سلعية اللازمة لتغطية تكاليف المشروع الثاتبة والمتغيرة. أي النقطة التي لا يحقق بها المشروع اي أرباح أو خسائر.
و كلما كان الوصول لهذه النطفة ضمن مبيعات أقل كلما كان المشروع ذو جودة إستثمارية أعلى و العكس صحيح.
التدفق النقدي:
يحصل المستمثر على عوائد المشروع بعد فترة زمية طويلة نسبياً(5 سنوات تقريباً أو أكثر) , و بالتالي فإن المستمثر يضحي بفرصة استخدام النقود حالياً, بهدف الحصول على عوائد أعلى في المستقبل. وخلال هذه الفترة تنخفض القيمة الشرائية للنقود تحت وطأة التضخم هذا بالاضافة لتضييع فرصة استثمار الأموال في البنوك والحصول على فوائد دورية وضمن استثمار آمن بشكل كبير.
القيمة الحالية للتدفق النقدي تعطي المستثمر صورة عن القيمة الفعلية لعوائد الاستثمار المستقبلية بأسعار الوقت الحالي , مما يعطيه فرصة لإعادة دراسة الخيارات.
باختصار بما أن الربح هو الهدف النهائي لكل مشروع , فان الدراسة المالية هي الوحيدة القادرة على اعطاء جواب للمستثمر حول تنفيذ المشروع من عدمه.
ولا يكفي تحقيق المشروع للجوانب الأخرى من دراسة الجدوى الاقتصادية لاعتماده للتنفيذ.
Comments